الغذاء العضوي
حرصت المملكة العربية السعودية دائما على الالتزام ب الإنتاج الغذائي المستدام ضمن أفضل معايير وسلامة وجودة الغذاء
ولذلك أقرّ مجلس الوزراء بتسمية اليوم ” الحادي عشر ” من شهر نوفمبر من كل عام
بـ يوم الغذاء العضوي
مما يثبت وبشكل فعال بأن الفترة القادمة سوف تشهد المزيد من التوسع والنمو في مجال الزراعة العضوية
فبجانب تحفيز المزارعين على التحول الى الإنتاج العضوي ودعم المشاريع الريادية خصصت المملكة هذا اليوم
للتأكيد على تسخير كافة الموارد البشرية والمالية لتطوير القطاع العضوي والحفاظ على البيئة وصحة والمجتمع
، حيث قد أصبح الجميع على يقين تام بأن الصحة تأتى عن طريق الاهتمام بكل ما هو صحي ومفيد للبيئة وهذا يتمثل
في فكرة الغذاء العضوي.
تعريف الغذاء العضوي التابع للزراعة العضوية
تلجأ بعض الشعوب إلى استخدام الأسمدة الزراعية والمبيدات الحشرية في الزراعة وهذا قد يؤثر بالسلب على الصحة ،
ولكن قد وقفت المملكة في ظل تلك التحديات حيث أنها قد حرصت على استخدام الغذاءالعضوي الذي يتم تعريفه
بشكل مختصرا بأنه غذاء خالي تمام من جميع المبيدات الضارة والأسمدة الكيمائية والمواد الضارة بالصحة
وبالتالي فإن الوضع قد يشهد تحسنا ملحوظا من الآن وعلى المدى الطويل بشأن جودة المنتجات من خلال
استعمال الزراعة العضوية، وهذا بالفعل قد يؤثر بشكل إيجابي على أسلوب الحياة العصري والصحة العامة.
لمجتمع ينعم بكل ما هو صحي ومفيد على إثر الغذاء العضوي.
كل ما تود معرفته عن الزراعة العضوية:
يحاول الكثيرون دائما العودة إلى نظم عيش الإنسان على الفطرة والطبيعة بما كان يتناوله من خضروات ولحوم غير معدلة
جينيا، لينتشر بعد ذلك مفهوم الزراعة العضوية بين الكثير من الأشخاص ولنتعرف الآن عن كل ما يخص
الزراعة العضوية ولماذا تعد مفيدة في حياتنا لتلك الدرجة.
أولا: مفهوم الزراعة العضوية
هي عبارة عن طريقة زراعية تتعلق بمنظومة إنتاجية شاملة ضمن ممارسات زراعية صديقة للبيئة
وتتم محاربة الآفات بأسمدة غير كيمائية لتقليل الضرر الناجم عنها واستبدالها بالوسائل الطبيعية
التي كان يستعملها المزارعين قديما للنباتات.
ولقد زادت الزراعة العضوية بشكل كبير في أواخر القرن العشرين بسبب المخاوف الكبيرة من المبيدات الحشرية والمعدلة التي أدت إلى انتشار أمراض عالمية وأوبئة خطيرة،
و مع تقدم معرفة الإنسان بالتكنولوجيات الحديثة وإدارة النظام الإيكولوجي للنبات والتحكم في كافة ظروف البيئة المحيطة به.
ثانيا: لماذا تعد الزراعة العضوية أفضل من طرق الزراعة التقليدية
تعتبر الزراعة العضوية هل الأفضل على الإطلاق في الممارسات الزراعية فهي أسلوب زراعي حديث صديق للبيئة من أجل إنتاج غذاء آمن للإنسان
عن الزراعات التقليدية التي تكثر فيها عوامل تعرية التربة، وذلك أيضا بالإضافة إلى تقليل عدد الننترات الموجودة في المياه المستخدمة وأعاده
صناعة الأسمدة من الفضلات الحيوانية بدلا من إنشائها في المعامل الكيميائية.
وقد لاحظ المزارعون زيادة الوعي الصحي لدى شريحة كبيرة من المجتمع السعودي والإقبال على شراء المحاصيل العضوية المستوردة
ومع تغير النمط الاستهلاكي للمجتمع تغيرت مفاهيم الزراعة لدى صغار المزارعين ونشأت فكرة الإنتاج الزراعي العضوي ولبناء الثقة بين المزارع العضوية والمستهلك
تم تدشين شعار العضوية عام 2011 ويتم منحه بواسطة الجمعية السعودية للزراعة العضوية، للمنتجات التي تتوافق مع متطلبات اللائحة الوطنية للزراعة العضوية. و يعتبر الشعار وسيلة تساعد المستهلكين على التعرف على المنتجات العضوية.
ثالثا: الأسمدة العضوية والبذور العضوية
نرى دائما الثمار والخضروات العضوية أقل في الحجم مقارنة بالنباتات الأخرى المهجنة والمعدلة وراثياً والمتشبعة بالأسمدة
الكيميائية، وعلى الرغم من أن الزراعات التقليدية في العصر الحالي تعطي عددا كبيرا من المنتجات وأقل في
التكلفة بكثير مقارنة بالزراعة العضوية، إلا أن المستقبل القريب يدعو دائما إلى التبديل للزراعة العضوية
لفوائدها الكلية والكثيرة في زيادة المحاصيل والحبوب المختلفة.
رابعا: فوائد الزراعة العضوية لكلا من الماء والتربة
الزراعة العضوية في التربة:
قام الإنسان بعدد كبير من السياسات غير المستديمة للأراضي التي أدت إلى تآكل التربة وانقراض ثاني أكسيد
الكربون بداخلها، وتعمل الزراعة العضوية على القضاء على تلك المشكلات وتوافر المغذيات والكائنات الحية
الدقيقة المساعدة لنمو للنبات.
وهذا بالإضافة أيضا إلى الحفاظ على الغازات الدفيئة مثل أكسيد النيتروز الذي يؤدي إلى احتفاظ النبات بكل من
النيتروجين والكربون، وذلك يؤدى إلى زيادة القدرة على استخدام التربة لأكثر من ثلاث سنوات بإنتاج نبات
عضوي صحي عن الطرق التقليدية، وأيضا بالقضاء على الميكروب السيئ داخل التربة المسبب للأمراض
وتنمية الفطريات الجيدة حول جذور النباتات.
الزراعة العضوية المائية :
تعاني الآن العديد من الدول من قلة المياه حيث تعد من أكبر الأخطار . ويستخدم المزارع دائما كميات كبيرة في الزراعة التقليدية من المياه النظيفة للنباتات من أجل ضمان جودتها.
وتوفر الزراعة العضوية الحماية لموارد مثل الماء عن طريق الحفاظ على نسبة الفسفور العضوي في التربة
والماء لشهور عديدة دون الحاجة إلى الإكثار من المياه الملوثة، وهناك أيضا الزراعة العضوية السمكية في
الماء التي توفر العديد من الأسماك بأعلاف وحبوب دون أي هرمونات أو مواد كيميائية ومضادات حيوية.
والاستفادة أيضا بمياه تلك الأسماك المحللة بالنيتروجين والفضلات النافعة لري الأراضي الزراعية، وتوفير
حصة من الماء تصل إلى النصف
ومن أكثر الدول التي استطاعت أن تكون رائدة في هذا المجال المملكة العربية السعودية.
خامسا: سلبيات الزراعة العضوية
على الرغم من فوائد الزراعة العضوية الكبيرة من قلة المبيدات الضارة واستخدام التربة الصحيحة بشكل
مستديم وتنوع النبات البيولوجي بشكل يحافظ على باقي الكائنات الحية إلا أن هناك بعض العيوب والسلبيات
مثل:
- ارتفاع ثمن المنتجات العضوية بشكل كبير مقارنة منتجات التقليدية مما يجعل المزارع غير جائزة
بزراعة مساحات كبيرة من الأراضي، وهذا بجانب أيضا العمالة المتخصصة من المزارعين في
المجال العضوي مقارنة بمجالات الزراعة الأخرى. - المتطلبات الطبيعية للأرض من الأسمدة غير معدلة كيميائية ونظرتها في المجال الزراعي يعتبر من
الأمور التي يستصعبها المزارعون أثناء الزراعة، وهذا أيضا بالإضافة إلى إدارة الأسمدة الطبيعية
من روث الماشية للمحاصيل. - القوانين الصارمة التي تطلبها الجهات المختصة من وزارات البيئة بالحصول على شهادات تفيد من
عدم استخدام أي من المواد الكيميائية غير طبيعية للتربة، وهذا لمدة ثلاث سنوات وهذا يجعل
المزارع مقيدا لمدة كبيرة دون زراعة أرضه مع عماله مصاحبة.
سادسا: جهود المملكة العربية السعودية في مجال الزراعة العضوية
تقدم المملكة العربية السعودية مؤسسات هيكلية منظمة تسعى إلى تنظيم وتطوير مجال الزراعة العضوية،
وعلى الرغم من أن هناك العديد من الدول التي لم تؤمن بعد بمجال الزراعة العضوية إلا أننا نرى المملكة
العربية السعودية تقوم بعدد كبير من المشروعات الزراعية سواء القطاعات الخاصة أو القطاعات العامة من
قبل وزاره الزراعة.
وتقدم أيضا الزراعة العضوية في المملكة أطعمه صحية عالية الجودة من منتجات عضوية تنافس المنتج
المستورد التي يتربع عرش الأسواق منذ سنين عديدة، وهذا بالإضافة أيضا إلى توفير فرص لصغار
المزارعين داخل المملكة من أجل منافسه الأسواق التقليدية.
وتقديم منتجات عضوية تنافس في السعر مع أرباح قليلة وهذا ما جعلها تكتسب خبرة دولية كبيرة في المجال
الزراعي، باللوائح التي أصدرتها الوزارة منذ عام 2010 حتى الآن بمبادئ التوجيه المطلوبة لإنتاج
المحاصيل والتقليل من الاستيراد.
ولعل من أحد أكبر الاتفاقيات التي قامت في السعودية هو مشروع مشترك تابع للخدمات الألمانية يهدف الى
إتاحة كافة المواد العضوية للمزارعين، وزيادة البحث العلمي للتأقلم مع الظروف المناخية في السعودية لإنتاج
أفضل المنتجات التي تكون صحية وأيضا بكميات كبيرة تتناسب مع الاحتياج العام داخل المملكة بهدف تحقيق الأمن الغذائي ضمن أعلى معايير الجودة والسلامة الغذائية
والدعوة الى تصدير منتج عربي للخارج.
القيمة الغذائية للمنتجات العضوية :
يحرص كل شخص في الحصول على غذاء سليم خالي من المواد التي تؤثر على صحته ويكون مصدر طعامه موثوق وطبيعي وغير ملوث وغير معدل وراثياً
لذا قامت وزارة الزراعة بتوقيع عقد مع المؤسسة الألمانية للتعاون الدولي GIZ منذ منتصف عام
2005م للاستفادة من خبراتها وإنشاء نظام الزراعة العضوية داخل المملكة على أسس علمية سليمة تحت مسمى “مشروع تطوير الزراعة العضوية “،
لضرورة إنتاجية المنتجات العضوية والتي تعتبر خدمة لبيئتنا وتجنبنا الكثير من الملوثات في هذا الوقت.